من المؤلم أن يصمت الكرسي… وأن يتكلم الشارع بلسان البطالة واليأس والخذلان

فريق التحرير24 أكتوبر 2025
من المؤلم أن يصمت الكرسي… وأن يتكلم الشارع بلسان البطالة واليأس والخذلان

الصحراوي 24

من المؤلم حقًا، وأنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أن ترى أبناء هذا “الجرف” يفترشون الأرض احتجاجًا على أوضاعٍ اجتماعية خانقة. مشهدٌ مؤسفٌ لشبابٍ شابت وجوههم يأسًا، سئموا انتظارًا ووعودًا تتكرر، ومحسوبيةً متواصلة، وريعا يأبى أن يجف.

شبابٌ، لو كان الأمر بيدهم، لفضّلوا أن يكونوا الآن كغيرهم من أبناء جيلهم من أبناء “لَخْيَامْ”، مفترشين بساط النعيم، تصلهم حظوتهم من الحقوق وهم “مَتْمَرفْگٍين” على زرابي المجالس المنتخبة، دون كدٍّ أو نكدٍ أو احتجاجٍ تحت لهيب شمسٍ حارقةٍ ومبيتٍ بليلٍ باردٍ “مَتْلُومِّي”.

للأسف، هذه كانت الأقدار في هذا الوادي الذي لا حياةَ ولا حياءَ لمن فيه تنادي. “أوْجَاهْ مِنْ تِنْگَرْدَّة” لمسؤولين منتخبين كان الأجدر بهم هُمُو أن يتكلموا قبل المواطن، وأن يخرجوا قبل المحتج، وأن تُسمَع كلماتهم من موقع كراسيهم لا من الرصيف. بدل الصمت الجبان وارتداء نظارات “رايبين”و“بفلگاري”و“شانيل” و“ديور” سوداء قاتمة، تعيقهم “ياوني” عن الرؤية الواضحة للأمور، تاركين المواطن في زاوية “الشدة” يواجه مصيره وحده، في مدينةٍ غنيةٍ بالبحر والفُرص، فقيرةٍ في الشعور بالمسؤولية.

إنه لمؤسف أن تتعوّد الأعين على صور اليأس، وأن تمرّ مشاهد الألم وكأنها عادية. ومؤسفٌ كذلك أن تضيق البلاد بأهلها، لا كما قال الشاعر لأن أخلاق الرجال تضيق، بل لأن أحلامهم أضحت كوابيس “جتمة” مفزعة تفجع مرقدهم، وسط صمت مسؤولين يتفرجون بهدوء على سقوطٍ إنسانيٍ بطيء.

والله مخجلٌ أن يمرّ هذا الوجع أمام أعينكم يا منتخبينا الكرام، يا من تمثلوننا و جِهتنا وترافعون عنا وعنها في بلاطوهات القنوات العالمية، فلا بنتَ شفةٍ، ولا حضور، ولا حتى محاولة لتبرير الغياب !! هؤلاء الذين يفترشون الأرض لم يطلبوا منكم المعجزات، فقط حضورًا يُشبه الحد الأدنى من الإنصات.

يجب أن تعلموا جميعًا أن ما يحدث اليوم ليس احتجاجًا عابرًا، بل مرآة تعكس حجم فشلكم أنتم في إدارة هذا الشأن المحلي. فحين يضطر المواطن إلى الشارع ليُسمع، فذلك يعني أن مؤسسات الوساطة ماتت، وأن صوت المنتخب وممثل الأمة تراجع خلف جدارٍ من اللامبالاة.

واعلموا أن التاريخ لا يرحم الصامتين، والمناطق التي ينكد فيها أبناؤها من طرق الأبواب، تكتب أسماء المتفرجين على الرخام بمدادٍ لا يُمحى. ومن اختار أن يصمت اليوم، سيقرأ اسمه غدًا على جدارٍ لا يحمل سوى عنوانٍ واحد: “هااا هنا ماتت المسؤولية”.

لقد ضاقت البلاد، ولعمري ما ضاقت بلادٌ بأهلها.

No more posts

No more posts

Breaking News