جيل جديد من التنمية… بتصوّر “خاص” للمديرية المؤقتة لتهيئة ميناء الداخلة الأطلسي

فريق التحرير15 دقيقة ago
جيل جديد من التنمية… بتصوّر “خاص” للمديرية المؤقتة لتهيئة ميناء الداخلة الأطلسي

الصحراوي 24

يُفترض أن يكون الحديث عن جيل جديد من التنمية بالداخلة عنواناً لمرحلة جديدة، تُثمَّن فيها الخصوصية المحلية ويُفتح فيها أفق الأمل أمام شباب الجهة، خاصةً مع ورش استراتيجي بحجم ميناء الداخلة الأطلسي.

لكن ما يحدث على مستوى تدبير هذا الورش يوحي بأن بعض العقليات ما زالت تعيش في زمن آخر… في زمن “تصوّر خاص” لا يعترف لا بالجهوية المتقدمة ولا بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

وفي الوقت الذي تتجه فيه الدولة نحو بلورة برامج تنموية جديدة تراعي خصوصيات الأقاليم الجنوبية وتضع أبناء المنطقة في صلب المعادلة، يبدو أن المديرية المؤقتة لميناء الداخلة اختارت مساراً مغايراً، عنوانه الواضح “التعنت” و”البلوكاج” في تشغيل أبناء الجهة داخل ورش الميناء الأطلسي.

وبدل أن يتحول هذا الورش إلى منصة حقيقية لخلق فرص الشغل لأبناء الداخلة وعموم الجهة، يتم التعامل مع ملفات التشغيل بمنطقين متكاملين في الإقصاء… بدايةً بمنطق المحاباة والمحسوبية والزبونية، حين تتحول الفرص إلى امتيازات تُوزَّع في الكواليس، لا إلى منافسة شفافة تعطي لكل كفاءة حقها… وصولاً إلى منطق “الانتخابوية”، وهو الأخطر، حين تتحول مناصب الشغل إلى رصيد انتخابي مؤجَّل يُستثمر في تأثيث اللوائح الانتخابية بإنزال مكثف للمصوتين من خارج الجهة، وفوق ذلك لهم مآرب أخرى لا يتسع المقال لشرحها… وطبعاً كلّ ذلك على حساب معاناة شباب هذه الجهة الذين لا يزالون يفترشون الشارع في احتجاجات متنقلة بين ورش الميناء ومدينة الداخلة.

شباب من مدينة الداخلة يعتصمون امام مديرية الميناء الاطلسي

بهذا “التصور الخاص”… تُفرّغ شعارات جيل جديد من التنمية من محتواها، ويُعاد إنتاج نفس الممارسات التي عطّلت مسار الثقة على مدى عقود، ضداً على روح الدستور، وضداً على كل الخطابات التي جعلت من تنمية الأقاليم الجنوبية أولوية وطنية.

السؤال اليوم ليس نظرياً، بل واضحاً للعيان… فهل يُعقل أن يستمر الإقصاء في أهم ورش استراتيجي بالمنطقة، في الوقت الذي تُرفع فيه الشعارات حول تثمين الرأسمال البشري المحلي؟ وهل يُقبل أن يُختزل شباب الجهة في أدوار ثانوية، بينما تُمنح فرص الشغل وفق منطق “من يعرف مَن” و”من يخدم مَن”؟

شباب من مدينة الداخلة يعتصمون امام ورش الميناء الاطلسي

إن مسؤولية ما يقع لا تقف عند حدود “المديرية المؤقتة” وحدها… بل تمتد إلى الجهات الوصية المُطالَبة بتدقيق ما يجري داخل هذا الورش، ومراجعة طريقة تدبير ملف التشغيل فيه، ضماناً لحد أدنى من الإنصاف، وتكافؤ الفرص، واحترام أبناء المنطقة.

فإذا كان الجميع يتحدث عن نماذج تنموية جديدة تراعي الخصوصية المحلية، فإن أول اختبار حقيقي لهذه النماذج يبدأ من هنا؛ من ورش ميناء الداخلة الأطلسي، ومن الطريقة التي يُدار بها ملف تشغيل أبناء الجهة.

شباب من مدينة الداخلة يعتصمون امام مديرية الميناء الاطلسي

وفي النهاية، لا يتعلق الأمر بخلاف تقني حول طرق التدبير، بل برهان حقيقي على احترام كرامة أبناء هذه الجهة في وطنهم. فورش ميناء الداخلة الأطلسي ليس مجرد مشروع بُنى تحتية، بل امتحان لصدق الخطابات التي تَعِد بجيل جديد من التنمية.

فإما أن يتحول هذا الورش إلى نموذج يحتذى به في الإنصاف وتكافؤ الفرص، وإما أن يُترك أسيراً لـ”تصورات خاصة” تعيد عقارب الزمن إلى الوراء. وبين هذين الخيارين، يبقى شباب الجهة معلّقين بين “الأمل” و”الخيبة”، في انتظار قرار يعيد الأمور إلى نصابها، ويضع مصلحة المنطقة فوق كل الحسابات !!

 

 

No more posts

No more posts

Breaking News