صفحة رسمية… واحتفال خارج السياق .. من يضبط إيقاع المؤسسات التعليمية بالداخلة؟

فريق التحريرساعتين ago
صفحة رسمية… واحتفال خارج السياق .. من يضبط إيقاع المؤسسات التعليمية بالداخلة؟

الصحراوي 24

في سابقة لافتة بثت مباشرة عبر الصفحة الرسمية لإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الداخلة، تحوّل باب مؤسسة إلى فضاء احتفالي صاخب، فرقة من “الدقاقية” ، رقصات أمام الباب الرئيسي، وعدسات توثق لحظة بلحظة ما وُصف بأنه “احتفاء إداري”. الحدث الذي أثار انتباه المتابعين لم يكن نشاطًا ثقافيًا موجهًا للتلاميذ، بل احتفالًا بتعيين مدير للمؤسسة، سبق له أن كان يُسيرها بصفة اخرى .

ما جرى لا يكمن في فكرته فقط، بل في توقيت الاحتفال المتأخر، وطريقته، والأهم في المنصة المستعملة، الصفحة الرسمية للمؤسسة التعليمية على موقع فيسبوك، التي تخُصص –وفق المراسلات الوزارية– للتواصل البيداغوجي ونشر الأنشطة التربوية، وليس لتغطية مناسبات ذات طابع شخصي أو فُرجوي لا علاقة له بالمسار التعليمي.

وقد وضعت المراسلة (أسفله)،إطارًا واضحًا لاستعمال الصفحات الرسمية للمؤسسات التعليمية، باعتبارها واجهات تواصل هادف، موجهة لتقوية العلاقة بين المدرسة ومحيطها التربوي، وتوثيق أنشطة التعلم والتربية، تحت إشراف إداري مباشر ومسؤول.

وما وقع في هذه المؤسسة لا ينسجم مع هذا التأطير، إذ جرى استعمال الصفحة الرسمية في بث مباشر لاحتفال لا يندرج ضمن أي نشاط تربوي، بل يتعلق بتعيين إداري. ورغم أن مئات المديرين عُيّنوا على الصعيد الوطني ضمن الحركة الوطنية، لم يُسجل أي سلوك مماثل، مما يجعل هذا التصرف معزولًا وغريبًا عن الممارسة التربوية السليمة، ويدفع إلى التساؤل حول الخلفيات التي قد تكون وراءه، وتأويلات عديدة إن كان مرتبطًا بتوظيف رمزي أو ترويج شخصي أو مصلحي او إنتخابوي !!

وفي سياق البحث عن توضيح رسمي، تواصلنا مع مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة وادي الذهب، للاستفسار عما إذا كان من المقبول توظيف الصفحة الرسمية للمؤسسة في بث محتوى احتفالي خاص، غير أننا لم نتلق أي رد، مما يُبقي النقاش مفتوحًا حول من يضبط فعليًا محتوى هذه الصفحات، ومن يتحمل مسؤولية الانزياح عن غاياتها التربوية.

هنا لسنا بصدد تقييم النوايا، ولا الاعتراض على مشاعر الفرح الشخصية، لكننا أمام مؤسسة تعليمية عمومية، تُلزم القائمين عليها باحترام رمزية الفضاء، وضوابط الخطاب، ووظيفة المنصة التواصلي وحين يتحول البث المباشر من توثيق أنشطة تربوية وتعليمية إلى توثيق مظاهر احتفالية إدارية، نكون أمام انزلاق في الوظيفة، يستدعي الوقوف لا بالصمت، بل بتصحيح المسار.

إن الصفحات الرسمية للمؤسسات التعليمية، ليست حسابًا شخصيًا، ولا لوحة إعلانية، بل امتدادٌ تربوي له ضوابطه القانونية. والتعيين، في منطق الإدارة، تكليف لا مناسبة للتباهي. والمدرسة العمومية، برمزيتها ومكانتها، أرفع من أن تُختزل في لحظة فرح عابرة تُبث مباشرة على الملأ.

 

No more posts

No more posts

Breaking News