بعث مهرجان “ماطا” الدولي للفروسية، في نسخته الثالثة عشرة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من مدشر زنيد بجماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش، رسائل قوية تدعو إلى السلم والتآخي والتعايش بين مختلف الحضارات والديانات.
ففي الندوة الافتتاحية التي احتضنها المهرجان، يوم أمس الجمعة ، تحت شعار “احتفائية ماطا بربع قرن من الازدهار والتنمية في العهد الميمون لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده”، شدد المشاركون من أساتذة جامعيين ورجال دين من الديانات السماوية، ومهتمين بالفكر الصوفي، على ضرورة ترسيخ قيم العيش المشترك، ونبذ الحروب والتطرف والانغلاق، لما تسببه من مآسي إنسانية.
ودعا المتدخلون إلى تحلّي القيادات الدينية بالشجاعة اللازمة لتعزيز خطاب الوحدة والمصير المشترك للبشرية، باعتباره السبيل الأمثل لضمان التعايش والسلام.
كما جرى استحضار رمزية مقام القطب الرباني مولاي عبد السلام بنمشيش، كمَعلم روحي كبير يشكل منارة للسلام والتسامح، ومكانًا جامعًا لحوار الأديان والتصوف.
وفي كلمته بالمناسبة، عبّر نبيل بركة، رئيس مهرجان “ماطا”، عن فخره بالانتماء للمدرسة الصوفية الشاذلية، التي اعتبرها من أبرز المدارس الروحية في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أنها تغرس في أتباعها قيم السلام الداخلي، والمحبة، واحترام الإنسان.
وأعلن بركة عن زيارة مرتقبة لوفد يضم نحو 25 شخصية من فلسطين والولايات المتحدة وإنجلترا وبروكسل، إلى مقام مولاي عبد السلام بنمشيش، يوم الإثنين المقبل، للمشاركة في خلوة روحية تهدف إلى تعلّم ما سماه بـ”اللغة الإبراهيمية المشتركة”، في إشارة إلى المشترك الروحي بين الديانات التوحيدية.
وفي ختام كلمته، وجّه نبيل بركة شكره وامتنانه لجلالة الملك محمد السادس، الذي قال إنه يواصل نهج والده الراحل الملك الحسن الثاني، في ترسيخ قيم الوحدة الروحية والإنسانية.
وعرفت الندوة الافتتاحية حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينها نزار بركة وزير التجهيز والنقل، والعامل العالمين بوعصام، ورئيس جماعة عياشة عبد العليم الهنا، إضافة إلى سفراء من دول إفريقية، وممثلي بعثات دبلوماسية، وممثلة الاتحاد الأوروبي بالرباط، فضلاً عن رجال دين من مختلف الأديان.
ويواصل مهرجان “ماطا” ترسيخ مكانته كموعد سنوي بارز يجمع بين الفرجة الفروسية، والبعد الروحي، وفضاء للحوار الحضاري والديني، وتثمين التراث اللامادي الغني الذي تزخر به المملكة المغربية.
