ما الفرق بين “النقل” و”التنقل”؟ سؤال فلسفي في دورة ميزانية مجموعة الجماعات للتوزيع بالداخلة!

فريق التحرير19 مايو 2025
ما الفرق بين “النقل” و”التنقل”؟ سؤال فلسفي في دورة ميزانية مجموعة الجماعات للتوزيع بالداخلة!

الصحراوي 24

في مشهد يذكّر بحكاية “آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه”، عرفت الدورة الاستثنائية لمجموعة الجماعات الترابية الداخلة وادي الذهب للتوزيع، المنعقدة اليوم الإثنين، عددًا من الاستفسارات العجيبة، بدل أن تكون مناسبة للاستفسار عن اختصاص ومجال تدخل المجموعة الترابية للتوزيع.

وحكاية اليوم أن أحد أقدم الرؤساء الجماعيين بالجهة، والذي يترأس جماعة ترابية منذ حوالي ثلاثين سنة، طلب الإذن، بصفته عضوًا بالمجموعة، وطرح استفسارًا، تساءل فيه “بكل ثقة” عن الفرق بين “باب نقل الرئيس والمستشارين” و”باب تنقل الرئيس والمستشارين”. صديقنا الرئيس، والذي عمر في التسيير أكثر من عمر بعض زملائه في الحياة، لم يسبق له أن فكّر أن بعض البنود تتشابه لفظا وتختلف صرفا، رغم أنه، و“بكل غرابة”، هو من يعدّ ويصادق ويوقّع على الميزانيات منذ عقود. ولعل استفساره مناسبة لندعو أعضاء جماعته الترابية لسؤاله خلال دورتها القادمة في أكتوبر عن الفرق بين النقل والتنقل، لعل إجابته تضيف لنا علمًا جديدًا.

الطريف الآخر أن عضوًا بالمجموعة، وهو رئيس سابق لمجلس آخر، كان همه الوحيد السؤال عن مآل تعويضات الرئيس والأعضاء، وسيارات المجموعة، متناسياً أن جل الأعضاء هم في الأساس رؤساء جماعات، يستفيدون من التعويضات، ومزوّدون بأساطيل متنوعة من السيارات الجماعية والنفعية الخاصة، ولا أظن أن أحدهم يستأجر سيارة أجرة للتنقل في حياته اليومية.

ومرّت دورة المجموعة الترابية للتوزيع الداخلة وادي الذهب، دون أن يتفضل أي من الأعضاء، لا من قريب ولا من بعيد، بطرح سؤال يتيم عن الكهرباء أو الماء أو الصرف الصحي، وهي مجالات الاختصاص التي أُنشئت من أجلها المجموعة. فلا أحد تحدث عن انقطاعات الماء، ولا عن أزمة الفواتير الأخيرة، ولا عن مشروع تجديد الربط، ولا عن المسؤول عن هشاشة البنية التحتية، وكأن المقصود بمجموعة التوزيع يخص “توزيعا بشكل آخر”.

ميزانية بـ160 مليون سنتيم، تعادل نصف فائض جماعة صديقنا الرئيس، عُرضت للنقاش، وأعضاء يغرقون في نقاش الأسئلة التهكمية والبحث عن المنفعة الخاصة، في وقت يُنتظر فيه من المجموعة تقديم استفسارات نخبوية ومسائلات جوهرية. طبعًا، بلا شك، لأنها تضم في مجملها نخبة و”زبدة” الساسة، وجلّ أعضائها رؤساء حاليون وسابقون ووجوه سياسية معروفة، ولا داعي لإعادة تسميتهم.

No more posts

No more posts

Breaking News