سياسة وزارة الصيد البحري: صمت مريب ومؤامرة تحاك للدفع بمدينة الداخلة نحو المجهول… ولكن!

فريق التحرير23 نوفمبر 2022
سياسة وزارة الصيد البحري: صمت مريب ومؤامرة تحاك للدفع بمدينة الداخلة نحو المجهول… ولكن!

 

الصحراوي 24 – هشام.م

 

لاتزال وزارة الصيد البحري تمارس سياسة الآذان الصماء، إتجاه ملف القوارب المعيشية بمدينة الداخلة، رغم دخول أفراد من “تنسيقية ملاك القوارب المعيشية”، في إضراب عن الطعام وصل يومه الخامس، وهو إضراب ينذر بمصير مجهول لجهة الداخلة، إذا ما تدهورت صحة المضربين.

 

ويستغرب الرأي العام هنا بالداخلة، جدار الصمت الذي تضربه وزارة الصيد البحري على نفسها بالأسمنت والحديد، وكذلك الأسباب التي تجعلها تستمر في تعنتها، غالقةً باب الحوار مع المحتجين الذي يعتصمون لأكثر من شهرين أمام مندوبيتها بمدينة الداخلة!.

 

هذا التعنت الأعجم، يعود بالذاكرة الجمعية، نحو أحداث الحسيمة الأليمة بعد واقعة “اطحن أمو”، التي راح ضحيتها بائع الأسماك “محسن فكري”، أواخر سنة 2016، وكيف للذاكرة أن تنسى؟، أنه بسبب تعنت ممثل وزارة الصيد أنذاك وضع الشاب “محسن فكري” حدا لحياته، بعدما رمى نفسه في الشاحنة التي أريد لها أن تشرف على إعدامه بمعية كيلوغرامات من السمك، كان يعيل بها نفسه وأسرته وتمنعه التسول والسرقة والعمل غير القانوني.

 

 

كيف للذاكرة أن تنسى؟، أنه بسبب إستهتار المسؤولين بأرواح المواطنين حدث ما حدث في مدينة الحسيمة، وكان في ذلك عبرة، تجلت في “الزلزال السياسي”، والاعفاءات الملكية التي عصفت بالمسؤولين إبان “حراك الريف”، وللأسف الشديد لم تدم طويلا تلك العبرة.

 

وها هو التاريخ يعيد نفسه، من خلال مأساة تشرف على الخروج من وكناتها، مأساة حقيقية تبدت للعيان جليا من خلال متابعة فصول إحتجاج ملاك “القوارب المعيشية” بالداخلة، والحوار الذي تأبى وزارة الصيد البحري أن تفتحه معهم، كأنها تأبى إلا في أن تقود هذا الملف نحو بؤرة الاحتقان!…

 

كيف للمسؤولين في هذه الوزارة وعلى رأسهم الكاتبة العامة للوزارة، أن يضربوا تدخلات كبار المنتخبين وشيوخ القبائل الصحراوية بعرض الحائط، وكأنهم بركن وساطتهم على الهامش كأنها لم تكن؛ يقومون بتطبيق سياسة معادية للوحدة الترابية، تتجسد بالبند العريض أن الكاتبة العامة لوزارة الصيد البحري ومن معها، لا يعترفون بهم كممثلين شرعيين لساكنة الأقاليم الصحراوية.

 

 

اليوم وجب علينا وضع جميع الاحتمالات حول مصير هؤلاء الشباب المضربين عن الطعام، الذي أبانوا أن فعلا هناك لوبيات أصبحت تتحكم في هذا القطاع، وكشفوا أنها لا تخدم هذا الوطن بالقدر الذي تخدم به أعدائه وأنفسها..

 

نعم هؤلاء أعداء للوطن، استغنوا من استنزاف الثروة البحرية بطرق مشبوهة، وبعدم إلتزامهم بدفاتر التحملات في ما يخص تشغيل اليد العاملة من المنطقة، التي امتصوا دماء فقيرها حد الهلاك… نعم، اعداء للوطن والصالح التام وهم يخلون بإحترام المعايير الجارية في المصائد، أعداء للوطن بوضعهم العراقيل وكل ما يمكن وضعه في وجه أي قرار يقضي بإدماج أبناء الإقليم.

 

نعم، أعداء للوطن وهم يضعون الحصي في نعال الحلول، جارين المدينة نحو الإحتقان والإنفلات… وهنا تكمن المؤامرة التي يسعى إليها الكل، ليشربون بعدها كؤس الخمر المعتق نخبًا، لنصر زائف!! ولكن لمصلحة من، لا علم لنا بمن يريد البلاد خرابًا غير قصر المرادية!.

 

 

الواضح اليوم، رغم محاولات هذه اللوبيات إخفائه؛ هو أنها أضحت تتحكم في قطاع الصيد البحري، وقراراته وحتى بحوثه، وإذا كان المال يُرقص القطط، كما يقول المثل الإسباني “Con El Dinero Baila El Gato”؛ فالجميع يعرف كيف له أن يحرك القرارات والبحوث ويضع العراقيل وغيرها، ولهم أيضاً أن يفعلوا ما يحلوا لهم فهم سادة الحال بوجـود المــال، وغياب الرجال.

 

ولن نجد في هذه الربوع منتخبا شامخا يُوقِفهم ويضع حدا لمخطاطتهم، ببساطة وبأسف لأنه ثبت أنهم لا يعترفون بهم، ولأن أغلبهم يسعون لكسب ودهم لتحقيق المكاسب والريع، الذي يُكدسون به المال الأسود الذي يحفظ لهم مقاعدهم مع كل إستحقاق تعرفه البلاد.

 

الغريب والغير المفهوم في هذه القضية، أنها تنحني منحى معاكسًا للخطابات الملكية، وللجهود الديبلوماسية المبذولة والانتصارات التي تتوالى في قضية الصحراء، وتمشي في طريق الرأسية الشهيرة للاعب “عزيز بوحدوز”، الذي سجل في مرمى المنتخب الوطني في مباراته ضد إيران، وما أكثر “بوحدوزات” في وزارة الصيد البحري وفي اللوبي الذي يتحكم في مفاصلها.

 

ولكن… بجوع أمعاء ملاك القوارب المعيشية المضربين عن الطعام، بدموع أمهاتهم وهن يرون فلذاتهن يصارعون الموت وجهًا لوجه من أجل حياة كريمة، بعيون أطفالهم وهي تناشد غدا باسما لمستقبلها، وبسلمية حناجرهم وهي تمسح مساحيق تجميلكم الكاذب، وترسم لوحة نضالية غاية في الانضباط والرقي، بكل هذا وذلك نقول لهذا اللوبي الذي تفشى في البحر كالسرطان وفي البر كالطاعون، للوزارة التي أظهرت أنها أوهن من بيت العنكبوت أمام هذا اللوبي الأخطبوطي. ولجميع المتخاذلين والمتآمرين: ابحثوا عن ربوع أخرى تُحققون فيها مخططاتكم الشرقية الموبوءة…

 

فالإحتجاج اليوم وصرخات المواطنين بحثا عن حقوقهم الاجتماعية، من زاوية إيجابية، نراه دليلًا نُفاخر به بالمنتديات الدولية، ونُشهد العالم بأسره أننا في دولة تسير قدما في مسار حرية التعبير وندحض بذلك مؤامرات ومكائد المرادية، وإدماج أبناء الأقاليم الصحراوية، مسألة وقت… سيتحقق رغما عن صمتكم المريب!… ورغما عن قرارتكم غير الشرعية.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة