ترحل في زحمة الدنيا أسماء عديدة، منها من يمر ! ومنها من يبقى أثره وذكراه حيا في الذاكرة والوجدان، وهذا هو حال مدينة الداخلة بعد مغادرة الدكتورة “سلمى الزنواكي” أخصائية أمراض القلب والشرايين، التي ودعت الداخلة بعد مسيرة حافلة بالعطاء بمستشفى الحسن الثاني، تاركة خلفها إرثا من التفاني والإنسانية لن يمحى.
لم تكن الدكتورة “سلمى الزنواكي” منذ التحاقها بالمدينة في نونبر 2022، مجرد طبيبة تمارس مهنتها، بل كانت ركنا أساسيا في المنظومة الصحية، وأيقونة للعطاء الإنساني، تميزت بتفاعلها العميق مع المرضى، وحرصها على تقديم الرعاية الطبية لأكثر الفئات هشاشة، فكانت أكثر طبيبة شاركت في الحملات الطبية الإقليمية والجهوية، تسابق الوقت لتصل إلى من يحتاجها.
ولم تتوقف عند دورها كطبيبة داخل المستشفى، بل مدت جسور التعاون مع المجتمع المدني، وسعت جليا وجديّا إلى توفير الأدوية والعلاجات للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليفها، كما كانت همزة وصل بين الداخلة والمراكز الطبية المتخصصة، حيث نسقت مع أطباء واخصائيين على المستوى الوطني لضمان إجراء عمليات القلب المفتوح لمن تتطلب حالتهم تدخلا جراحيا.
اليوم، ومع انتقالها إلى مدينة تارودانت لمواصلة رسالتها الطبية، تخسر الداخلة واحدة من أبرز طبيباتها، لكن أثرها سيبقى خالدا في قلوب المرضى الذين لمست حياتهم بحرصها واهتمامها، فقد كانت الطبيبة التي لا تكتفي بالعلاج، بل تؤمن بأن رسالتها أكبر من ذلك بكثير.
ولا شك ان قومها سيذكرونها إذا جد جدهم وهي بدر يفتقد في عتمة الليالي الظلماء، ولسان حال مرضاها ورفاقها وكل من عرفوها عن قرب يقول انها كانت نورا في قلوب المرضى، ستبقى بصمتها مضيئة في سماء مدينة الداخلة، وستظل ذكراها في كل من لمست حياتهم بعطائها.