الصحراوي 24
في بيان أصدره المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم بوادي الذهب، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بتاريخ 25 شتنبر 2024، أعربت النقابة عن استيائها البالغ من الوضع التعليمي بالإقليم، مشيرة إلى الاختلالات الكبيرة التي ميزت الدخول المدرسي لهذا العام.
وجاء البيان ليوضح مدى التدهور الذي يعرفه القطاع بسبب ما وصفته النقابة بـ”التسيب الإداري” و”التدابير الترقيعية” التي أثرت بشكل مباشر على كل من التلاميذ والعاملين في التعليم.
النقابة أكدت أن هذه الأوضاع ترجع إلى غياب التخطيط السليم وسيطرة منطق المحاباة في اتخاذ القرارات، لاسيما التعيينات في المناصب الإدارية، ورغم المراسلات الرسمية مع المدير الإقليمي لعقد اجتماع من أجل إيجاد حلول عملية لهذه المشاكل، إلا أن النقابة عبرت عن خيبة أملها بعدما تحول الاجتماع إلى مجرد “جلسة استماع” دون خطوات ملموسة، مما دفعها للاحتجاج والانسحاب.
البيان شدد على أن الإدارة الإقليمية تجاهلت مقتضيات المذكرة 103/17، التي تفرض احترام الشراكة مع الشركاء الاجتماعيين، وتزويدهم بالمعطيات اللازمة قبل اتخاذ قرارات هامة.
كما نددت النقابة بالتكليفات غير القانونية التي طالت بعض المناصب الإدارية، مطالبة بالتراجع عنها وفتح المجال للتباري وفق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع أطر الإدارة التربوية بالإقليم.
إلى جانب ذلك، أعربت النقابة عن تضامنها مع العاملين في بعض المؤسسات التعليمية الذين تعرضوا للمضايقات والاستفزازات من قبل المسؤولين الإداريين، مما أدى إلى تدهور حالتهم النفسية.
ولفتت النقابة إلى حالة المختصة التربوية في ثانوية الحي الجديد الإعدادية التي تعرضت لضغوطات غير مبررة، وكذلك حالة المختصة التربوية في إعدادية الوحدة بإقليم أوسرد، التي وصلت بها المضايقات إلى حد الإصابة بانهيار عصبي داخل المؤسسة التعليمية.
النقابة طالبت وزارة التربية الوطنية بالتدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها، وفتح تحقيق حول الاختلالات الإدارية والتربوية التي تشهدها المؤسسات التعليمية بالإقليم.
كما دعت إلى تنظيم حركة إدارية جهوية تمكن كافة أطر الإدارة التربوية من التنافس على المناصب الشاغرة في احترام تام لمبدأ تكافؤ الفرص.
وفي هذا السياق، جددت النقابة استعدادها لخوض كافة الأشكال النضالية المشروعة للدفاع عن حقوق العاملين في القطاع التعليمي وصون كرامتهم، ودعت الشغيلة التعليمية إلى التكتل والالتفاف حول إطار النقابة الوطنية للتعليم، صونًا لحقوقهم ومكتسباتهم.
من الجدير بالذكر أن “الصحراوي 24” كانت قد اشارت في مقال سابق لهذا الموضوع بمقال تحت عنوان “التعلــيم فـي الداخلة.. هل أصبح التعيين بالمحاباة على حساب المستقبل؟“، وسلط المقال الضوء على التعيينات الأخيرة التي اقدمت عليها المديرية الاقليمية للتعليم بالداخلة، مع دعوة للجهات المسؤولة للتدخل الفوري لوقف هذه السياسات التي تهدد مستقبل التعليم في المنطقة.
ويقف القطاع التعليمي بجهة الداخلة على مفترق طرق، بين الفوضى الإدارية التي تسيطر على الوضع وبين المطالب الإصلاحية المتزايدة التي تدعو إلى إرساء مبدأ الشفافية والعدالة في التسيير الإداري لضمان بيئة تعليمية سليمة ومستدامة.