الصحراوي 24 – هشام.م
خلدت جميع جهات واقاليم المملكة يوم أمس الخميس 18 ماي الذكرى 18 لإنطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي كان لها اثر ووقع في عديد المجالات، التي لها هدف محاربة الهشاشة وخلق مناصب للشغل.
نعم، إحتفلت جهات وأقاليم المملكة بذكرى المبادرة، وتباهى جل المسؤولين بإنجازاتهم، كل من موقعه في ورش ملكي يحظى بإهتمام مولوي، وقدموا حصيلتهم السنوية، بما فيها من تدشينات وزيارات ميدانية وغيره، وكانت محطة ليسجل كل ذي إهتمام ملاحظته.
وكباقي ربوع الوطن، كان لإقليم اوسرد بأقصى جنوب المملكة نصيب من هذا الحدث المهم، وغير بعيد عن المركز الحدودي الكركرات زار عامل الاقليم ومرافقيه من المنتخبين، عددا من المنشآت بجماعة بئركندوز، واضطلعوا عن قرب -غير دائم- لحصيلة عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وجابوا ارجاء المركز وإلتقطوا الصور، وكل شئ كاد يمر بخير لو أن إستراحتهم كانت حلوى وشاي وليست عنف !!
وبدل إستراحة الشاي التي جرت العادة بها ختاما لكل نشاط، كان هناك دماء تسيل من سيدة تعرضت لعنف مع مجموعة من النساء، اللاتي حاولن إقتحام مشروع منازل السكن الإجتماعي التي يشرف على إنجازها المجلس الجهوي، وهن نساء قهرتهم ظروف العيش وإحتججن طلبا للسكن والعيش الكريم، ومهما كان جرمهم أو ما إقترفوا كان من الأجدر للسيد العامل المحترم، أن يأخذ القضية بنوع من التروي والحكمة، ويقدم التي هي احسن بدل أن يزيد الطين بلة بتصرفات عاجلة، تضرب عرض الحائط في توجهات سامية تهدف إلى مغرب حقوق الإنسان، وتقطع مع سياسات ماضية أثبتت الأيام والتجارب أنها تُعمق الأزمات وتزرع فتيل الإحتقان في النفوس.
ولكم السيد العامل، العبرة في إحتجاح مماثل في الموضوع واكبر حجما من حيث العدد، إبان إقتحام عائلات وأسر لأكثر من 400 منزل ضمن مشروع الإسكان الجهوي بتاورطة، وكيف دبر حينها والي الداخلة الأزمة، واخرج المدينة والجهة من وقع إحتقان، بفضل التروي في إتخاذ القرار والحوار مع المحتجين، والإنصات للمواطنين، وكانت زيارة واحدة رفقة المنتخبين كفيلة بفض الاحتجاج دون عنف أو إستعمال للقوة العمومية.
السيد العامل المحترم، ما العيب في أن تجالس المواطنين وتنصت لهمومهم، وأن لا تمنعهم النظر إلى وجهك البشوش وإبتسامتك المعهودة، فقد يكون هذا المواطن الضعيف يبحث فقط عن اذن غير صماء يشكوا لها ما يراه مرارة العيش وبؤس المعيشة، ووقوفك بجانبه قد تحسسه بالآمان وكلامك له قد يبعث الطمأنينة والسكنية في نفسه، فما يمنعك من أن تفتح باب الحوار بدل باب العصا، واعذرني أن اصدقك القول في أنه لم يسجل لك أن حاورت المواطن الذي انت مؤتمن على خدمته، ولا اظنك متأفًف من الجلوس مع رعية صاحب الجلالة ؟!
فما الذي يمنعك السيد العامل المحترم ؟