الصحراوي 24 – سيداحمد.م
اطل علينا مؤخرا “كمال صبري” رئيس غرفة الصيد البحري الشمالية بالدار البيضاء، بتصريحات غريبة على وسائل الإعلام، حول وفرة الأسماك خلال شهر رمضان المقبل، وغلاء أسعارها مقارنة بالسنة الفارطة.
تصريحات السيد الرئيس المحترم، الذي بعتبر أهم المستثمرين في قطاع الصيد البحري بالأقاليم الجنوبية، حملت مجموعة من التنقاضات بدأها بطمأنة المستهلك حول وفرت الأسماك وصدمة غلاء وإرتفاع الأسعار، محملا مسؤولية “الغلاء” للتجار والمضاربين بأسواق السمك، ومبرءا ذمة المنتج (أي ملاك مراكب السردين) وبطبع الحال أحدهم.
ويبدوا أن “صبري” يسعى من لكسب الشعبوية الإفتراضية من خلال تصريحه، متغافلا عن البدأ بنفسه لكونه أحد المهيمنين على ميناء مدينة بوجدور، وعن سفنه ومراكبه التي لا يشملها التناوب، وكأهم تاجر للسمك، ويريد من حديثه عن الثمن المرجعي لبيع السمك وخصوصا السردين في الأسواق الداخلية، أن يكون المنتوج ذو جودة ناقصة لأن الأثمنة تتحكم فيها المراحل التي يمر منها المنتوج إنطلاقا من القارب وحتى وصوله الأسواق.
وتجاوز “رئيس الغرفة الأطلسية الشمالية” في حديثه سهوا او قصدا مخطط الدولة في تثمين المنتوج الذي يجب أن يصل المستهلك بجودة عالية، وأنه لولا التجار والمضاربة لن يصل السمك كل أرجاء المملكة، ويبقى المنتوج حكرا على ملاك المراكب وملاك المعامل؛ هؤلاء الذين يفضلون تعليبه وتصدريه أو جعله دقيق سمك دون أن يستفيد السوق الداخلي منه بشئ يذكر.
وإذا كانت جيوب المواطنين خلال شهر رمضان تهم السيد الرئيس “كمال صبري”، عليه أن يبدأ من موقعه كرئيس لغرفة مهنية، في الضغط على المسؤولين في القطاع في فرض وإعطاء ثمن مرجعي يرضي الجميع، حتى لا يصدق فيه قول الشاعر: لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ .. عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ ، ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها .. فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ.