المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة.. عطب جهاز التعقيم يكشف هشاشة المنظومة الصحية

فريق التحرير5 دقائق ago
المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة.. عطب جهاز التعقيم يكشف هشاشة المنظومة الصحية

الصحراوي 24

مرة أخرى يجد المواطن البسيط نفسه رهينة عشوائية التسيير داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، بعدما تسبب تعطل جهاز التعقيم المركزي (الأوتوكلاف) في شلّ المركب الجراحي بالكامل وتعليق جميع العمليات الجراحية، وليس هذا الخلل مجرد عطب تقني، بل مرآة لواقع صحي مترهل يفتقر لأبسط مقومات التسيير الرشيد.

مصلحة التعقيم، التي تُعدّ القلب النابض لأي مؤسسة استشفائية، توقفت عن أداء دورها المحوري، ليتوقف معها العمل الجراحي في سابقة تعكس غياب الخطط الاستباقية وارتجالية التدبير. فهذه المصلحة الحساسة لا تحتمل المجازفة أو الإهمال، لأن أي عطب فيها يعني مباشرة تهديد حياة المرضى، وهذا التقصير يفرض مساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها، لكونهم أسهموا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تكريس واقع الاستغلال، حيث حوّل “لوبي معروف” داخل المستشفى الأزمة إلى فرصة للربح، عبر دفع المرضى نحو “المصحة الخاصة المعلومة” بشكل واضح وممنهج.

ولا يجد مسؤولي القطاع الصحي من تبرير لذلك سوى، “شماعة” الانتقال نحو المستشفى الجديد لتبرير الفشل، وكأن حياة المواطنين قابلة للتعليق إلى حين اكتمال مشروع ما زال يفصلنا عنه أشهر غير معلومة، هذه حجة “بلا جميل”، التي صارت لازمة يكررها مسؤولو الصحة، لم تعد تُقنع أحدًا، بل تحولت إلى تبرير بائس لعجز إداري عميق، والمواطن هنا لا ذنب له في بطء الأشغال، ولا يجب أن يدفع ثمن الانتظار بخدمات متردية.

الأزمة الحالية تأتي ضمن سلسلة أعطاب متراكمة عرفها المستشفى الجهوي خلال السنوات الأخيرة، من نقص مواد التخدير، الى غياب طبيب الإنعاش، وأعطاب أجهزة السكانير والراديو، ثم غياب معدات الأطباء الاختصاصيين، مثل مناظير المعدة والقولون وأجهزة الفحص بالصدى الخ….، هذا الانهيار الممنهج جعل المستشفى يفقد ثقة الساكنة، وفتح الباب على مصراعيه أمام القطاع الخاص الذي وجد في هذه الأزمات فرصة للربح السريع على حساب معاناة الناس وكما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد.

السكوت عن هذه الاختلالات لم يعد مقبولًا، والصحة ليست مجالًا للمساومة أو التجارب. ما يحدث في المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة جريمة إدارية في حق المواطن، ويجب أن يكون جرس إنذار للسلطات المحلية والمنتخبين ووزارة الصحة للتحرك العاجل، بدل التذرع بمشاريع مستقبلية لا تعفي من مسؤولية توفير الحد الأدنى من الخدمات اليوم قبل الغد.

No more posts

No more posts

Breaking News