على مدار الأيام القليلة الماضية، اتضحت الصورة بشكل أكبر فيما يتعلق بهوية معظم المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في “قطر 2022″، ولم يتبق سوى خمسة مقاعد فقط شاغرة في هذه النهائيات.
وخلال الساعات القليلة المقبلة، سيحسم الصراع على مقعدين آخرين عبر تصفيات اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي)؛ فيما ستتحدد المقاعد الثلاثة المتبقية في النهائيات منتصف العام الحالي عبر الملحقين الأوروبي والأسيوي والملحق العالمي.
ولكن قرعة النهائيات، والتي ستجرى الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة، ستحدد بشكل أوضح أيضا مسار المنتخبات الـ29 المتأهلة من بين 32 مقعدا في المونديال، كما ستحدد مسار المنتخبات الثلاثة المنتظر تأهلها إلى حين معرفة هويتها بالضبط.
ومع إجراء القرعة، ستكون البطولة العالمية المرتقبة في قطر قطعت خطوة جديدة وكبيرة في طريق إقامة هذه النسخة التاريخية.
وتستضيف قطر فعاليات هذه النسخة من المونديال خلال الفترة من 21 نونبر وحتى 18 دجنبر المقبلين؛ لتصبح أول نسخة في تاريخ المونديال تقام بعيدا عن منتصف العام.
كما يمكن اعتبارها نسخة تاريخية كونها الأخيرة بمشاركة 32 منتخبا فقط؛ فيما سيرتفع عدد المنتخبات في البطولة إلى 48 منتخبا بداية من النسخة التالية المقررة في 2026.
وحتى الوتيرة الهادئة نسبيا للمباريات الدولية الودية، سيتم التعامل معها باهتمام كبير، حيث تستعد المنتخبات الكبيرة لما يمكن أن يكون الإنجاز والتتويج الكبير لنجاحاتها.
ومن المتوقع أن تتصدر بلجيكا، المصنفة الأولى عالميا خلال السنوات الأخيرة، وفرنسا حاملة اللقب العالمي وإنجلترا، وصيفة بطل أوروبا، التحدي الأوروبي في غياب المنتخب الإيطالي بطل القارة الأوروبية والذي خرج من التصفيات بواحدة من أكبر المفاجآت.
ويتطلع المنتخب الفرنسي، بقيادة مهاجمه الفذ كيليان مبابي، إلى الفوز باللقب العالمي للنسخة الثانية على التوالي، ليصبح أول منتخب ينجح في الدفاع عن اللقب منذ أن نجح المنتخب البرازيلي في هذا عام 1962.
وفي المقابل، يبدو المنتخب البرازيلي في صدارة المرشحين لخطف اللقب العالمي من المنتخبات الأوروبية للمرة الأولى، منذ أن توج الفريق نفسه باللقب في 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وحقق المنتخب البرازيلي رقما قياسيا جديدا في عدد النقاط التي يحرزها بنسخة واحدة من تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال حيث تصدر التصفيات برصيد 45 نقطة وذلك قبل مباراته المرتقبة مع المنتخب الأرجنتيني والتي ألغيت في الفترة الماضية وتقرر إعادتها.
وحجزت منتخبات البرازيل والأرجنتين وأوروغواي والإكوادور بطاقات التأهل المباشر الأربعة من تصفيات أمريكا الجنوبية إلى “المونديال القطري”.
وتغلب المنتخب السنغالي، بطل إفريقيا، بركلات الترجيح على نظيره المصري بقيادة النجم الشهير محمد صلاح ليحجز مقعده في النهائيات بقطر.
كما تأهلت منتخبات تونس وغانا والكاميرون من القارة الإفريقية إلى المونديال، بمعية المنتخب الوطني المغربي الذي تفوق عن جدارة واستحقاق على منتخب الكونغو الديمقراطية.
ويعود المنتخب الكندي للظهور في المونديال للمرة الأولى بعد 36 عاما من مشاركته الوحيدة السابقة في البطولة، حيث فرض الفريق هيمنته بوضوح في تصفيات اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) وحجز بطاقة التأهل الأولى من هذا الاتحاد إلى المونديال؛ فيما يبدو المنتخبان الأمريكي والمكسيكي مرشحين بقوة لمرافقته.
وتأهلت منتخبات السعودية واليابان وكوريا الجنوبية وإيران من القارة الأسيوية، فيما يخوض المنتخب الإماراتي الملحق الأسيوي أمام نظيره الأسترالي ليتأهل الفائز منهما إلى الملحق العالمي؛ والذي يلتقي فيه منتخب بيرو صاحب المركز الخامي بتصفيات أمريكا الجنوبية.
وتقام مباريات الملحق في يونيو المقبل؛ وهو ما ينطبق أيضا على المواجهة الأخرى في الملحق بين بطل تصفيات اتحاد أوقيانوسية والمنتخب الفائز بالمركز الرابع في تصفيات الكونكاكاف.
كذلك يلتقي المنتخب الأوكراني نظيره الإسكتلندي في نصف نهائي المسار الأول بالملحق الأوروبي، ويصعد الفائز منهما لملاقاة المنتخب الويلزي في نهائي المسار نفسه، بعدما تأجلت مباراتا هذا المسار بالملحق الأوروبي.